+1 2
محمد مصطفى (2011-12-18 8:06 PM)
[ مادة]
التصرفات الهمجية الجماعية يجب التمييز بين الأسباب المباشرة والموقفية التي تفجر أعمال العنف، وتلك العوامل غير المباشرة أو الكامنة التي تقف خلفها. فالأولى تعتبر بمثابة المناسبات والشرارات ولكنها ليست الأسباب والعوامل البنائية الكامنة التي تولد الظاهرة. فما اعتبر تباطؤ من المجلس العسكري يسبب عنفاً جماهيرياً ولكنه لا يعد السبب الرئيسي للعنف حيث يرتبط غالباً بوجود أزمة وهذه الأزمة بدأت بأن جماعة تريد استعراض قوتها وتأثيرها بحشد أنصارها وتحدثت عن تباطؤ من المجلس العسكري في تسليم سلطة مدنية فوجد من ليس لهم دور فرصة حتى يكون لهم دور وليقال عنهم ثوار منهم من يقنصر طموحة على التحدث في قناة الجزيرة ومنهم من يطمع في قيادة يؤكد علماء النفس والاجتماع والإنثروبولوجيا إجابتين في غاية الأهمية هي أن الشباب يبحث عن "المكانة"، وغالباً ما يؤدي العنف إلى تعزيز مكانة الفرد بين جماهير المتظاهرين أو مشجعي فريق كرة قدم أو في المجتمع الصغير، خاصة إذا كان الفرد من المستويات الاقتصادية والاجتماعية الدنيا في المجتمع. أما الإجابة الثانية فهي أن الشباب ما يزالون في مرحلة البحث عن الذات أو الهوية وأن العنف هو أحد الأساليب لإثبات الذات أو تأكيد الهوية، خاصة بين شلة الأصدقاء او الجماهير أو في المجتمع الصغير الذي ينتمي إليه، وفيما يعزز العنف حصول الفرد على الاعتراف والتقدير وذلك بطريق إلحاق الأذى بالضحية، فإن سلوك العنف يتقوى ويؤكد الهوية. ويتبعهم الضعاف الذين يضيعون في زحمة الجماهير التي تنزع إلى السير بإرادة مسلوبة وراء زعامة الأقوياء ، وفي المجتمعات التي لا تتميز بتطور الهوية الوطنية أو المدنية بشكل كاف يرتبط العنف بشكل أكبر في تحديد الهويات الفرعية. وفي عام 2006 كتب عالم الاقتصاد الحاصل على جائزة نوبل "أميرتايا سين" كتاباً حول العنف والهوية، والذي يبين فيه بشكل واضح أن العنف يرتبط باختلال الهوية أو تحقيرها أو اضطرابها من ناحية، أو افتقاد الهوية، والبحث عنها من ناحية أخرى. ، ومن المهم التفكير بكيفية التغلب على الأسباب الكامنة وراء مشاعر الإحباط الكبرى ، والمعضلة الكبيرى أن من يتظاهرون بميدان التحرير ليس لهم كبير ولا قائد كل منهم قائد مما يتعذر معه قبول أي حزب أو ائتلاف أو أي ممن يوهمنا بأنه زعيم حركة أو متحدث فضائي ويعمل على تشجيعهم فلول النظام السابق و والإعلاميين والمثقفين المتملقين والبلطجية الراغبين في الانفلات الأمني وإنهيار الدولة واقتصادها وأمنها ، وبالمناسبة أي شيء يقدمه المجلس العسكري حتى لو آتي المجلس العسكري للمتظاهرين بالشمس عن يمينهم والقمر عن يسارهم ، فلن يقبل من أي متظاهر لأنني كمتظاهر لو ادعيت كذباً أنني زعيم أو أمثل المتظاهرين فلن أستطيع إقناع المتظاهرين بقبول ما قبلت وفض الاعتصام أو التظاهرة فسيكشف أمري وهو أنني مجرد نفر ولا أمثل إلا نفسي مما يفقدني الأهمية ويصيبني بالإحباط فعلي أن أرفض وأظل أرفض حتى يعجز الرفض عن رفضي ، وسأظل أبحث وأفند لأجد ملاحظات أخذها على المجلس العسكري حتى أوجد أسباب منطقية للرفض
|