توالت ليالي العشر الأواخر في المسجد الكبير وصولا لليلة السادسة ليلة الخامس والعشرين من رمضان حيث احتشد أكثر من 50 ألف مصل في المسجد لأداء صلاة القيام. وأمّ المصلين في الركعتين الأولى والثانية القارئ ماجد العنزي حيث قرأ فيهما من بداية سورة الرعد إلى الآية 26 من السورة نفسها وفي الركعتين الثالثة والرابعة قرأ من الآية 37 من سورة الرعد إلى الآية 12 من سورة إبراهيم. وفي الركعتين الخامسة والسادسة أم المصلين القارئ مشاري العفاسي حيث قرأ من الآية 13 من سورة إبراهيم إلى نهاية السورة، وفي الركعتين السابعة والثامنة قرأ من بداية سورة الحجر إلى الآية 60 من سورة الحجر. وتخللت الركعات الرابعة والخامسة خاطرة إيمانية للدكتور نبيل العوضي الذي تناول في خاطرته نزول القرآن في شهر رمضان حيث قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ولو تمعنا في نزول القرآن على سيدنا محمد فإنه نزل على قلبه ولم ينزل على أذنه قال تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين). وأضاف د.نبيل العوضي ان القلب هو محل الخشوع ومن لم يتدبر القرآن بقلبه فلا يخشع لما يسمع أو يقرأ من آيات الذكر الحكيم لذلك يقول الله سبحانه وتعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، فتدبر القرآن والتلذذ بحلاوته لا يكون إلا عن طريق القلب أما القلوب المقفلة التي طبع عليها فلا تخشع ولا تتلذذ بحلاوة تلاوته ومن ثم يكون أشد قسوة من الجبال رغم أن الجبال بما فيها من قسوة تخشع لنزول القرآن عليها قال تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون).
وذكّر د.نبيل العوضي المصلين بان الكثيرين عندما يسمعون آيات الجنة والنار لا يتأثرون متسائلا أتجرؤ أن تسمع هذه الكلمات ولم يرق لها قلبك. وذكر قوله تعالى (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم). وقال د.العوضي إن الشيطان يتبرأ من أتباعه وحثهم على العودة إلى القرآن حتى تخشع قلوبهم وعليهم أن يتركوا الدنيا وأن يطأوها بقدميه فالله أكبر من كل شيء ومن كل شهوة. وذكر قوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)... واختتم د.العوضي بحديث فيما روي عن رسول صلى الله عليه وسلم حيث قال لعائشة رضي الله عنها «ذريني أتعبد الليلة لربي. فقالت عائشة رضي الله عنها قلت: والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي. قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره. قالت: وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته. قالت: ثم بكى حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟قال: أفلا أكون عبدا شكورا». وأضاف: كان أبو بكر بكاء وكان عمر بكاء وكان عثمان بكاء وكان عليا بكاء وكان الصحابة بكاءون لأن قلوبهم كانت تخشع لله. قال وكيل وزارة الأوقاف ندبا د.مطلق القراوي حول الاستعدادات لليلة السابع والعشرين انه سيكون هناك أكبر تجمع في الكويت لأداء صلاة التهجد في ليلة 27 من رمضان ونتوقع أن يحضر عشرات الآلاف من المصلين لإحياء سنة العشر الأواخر من الليالي المباركة، وهذا المنظر الإيماني يتجدد كل عام. مشيرا إلى أنه في المسجد الكبير تتجسد هذه الروح أثناء صلاة التهجد فالكل يرجو المغفرة والرحمة والعتق من النار. وأوضح: أما من سيقوم بإمامة الناس في الصلاة في ليلة السابع والعشرين فهما القارئان.
فهد الكندري وسيقرأ في الركعتين الأولى والثانية من بداية سورة (ص) إلى الآية 44 منها وفي الركعتين الثالثة والرابعة سيقرأ من الآية 45 من سورة (ص) وحتى الآية التاسعة من سورة (الزمر).
القارئ مشاري العفاسي في الركعتين الخامسة والسادسة من الآية العاشرة من سورة الزمر وحتى الآية 41 من نفس السورة وفي الركعتين السبعة والثامنة سيقرأ من الآية 42 من سورة الزمر إلى نهاية السورة، موضحا أنه ستتوسط الركعات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة خاطرة إيمانية للداعية الشيخ أحمد القطان إلى جانب الأنشطة الثقافية والدعوية المرافقة لهذه الليلة المباركة.
وتوقع القراوي حضور أعداد غفيرة إلى المسجد الكبير ليلة السابع والعشرين، وهذا ما كان يحدث في الأعوام الماضية.
وأشار إلى أن المئات من المتطوعين الذين سيقدمون الخدمات المتعددة للمصلين في هذه الليلة من تنظيم مرور وعيادات طبية وسيارات إسعاف ونقل تلفزيوني ومساعدة المصلين في الوصول إلى أماكن الصلاة وكذلك السقايا للمصلين وفرش السجاد خارج نطاق المسجد الكبير نتيجة للتزاحم الكبير في هذه الليلة والاهتمام بأعمال الصيانة الناتج عن الضغط البشري من المصلين.
وتابع: إن تنظيم هذا الحدث العظيم يتم بمشاركة العديد من وزارات الدولة وشركات القطاعين الخاص والعام إلى جانب الجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام والمستشفيات الخاصة والبنوك.
وأوضح القراوي: أنه تم وضع خطة لمعالجة مشكلة المرور في ليلة السابع والعشرين تتكرر كل عام، لكن وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور وضعت خطة مرورية خاصة بالعشر الأواخر للتخفيف من حدة الزحام، كما ان شركة المرافق العمومية فتحت المواقف لاستيعاب سيارات المصلين والعاملين في اللجان الخاصة بالعشر الأواخر، آملا أن يلتزم الجميع بخطة المرور لأن فيها راحة لكل المصلين، مؤكدا وجود حافلات خاصة لنقل المصلين من المحافظات إلى المسجد الكبير، وهي تلتزم بالقواعد المرورية.
وأشاد القراوي بالدور الكبير الذي يبذله الإعلام في شتى المجالات فهو يعكس الواقع للرأي العام وبطريقة صادقة إذا ما أحسن استخدامه وتوجيهه الوجه الصحيحة، مضيفا انه منذ بداية تشكيل اللجان تم تشكيل لجنة إعلامية لتغطية فعاليات العشر الأواخر تعمل على 3 محاور:
٭ تغطية إخبارية للصحف.
٭ تغطية تلفزيونية.
٭ تغطية بالإنترنت للنقل المباشر للصلاة.
وأضاف ان تلفزيون دولة الكويت يقوم بالنقل المباشر لفعاليات العشر الأواخر، وكذلك الأمر بالنسبة لقناة الوطن وقناة العفاسي الفضائية، موضحا ان التغطيات الإعلامية تتم بشكل تام سواء من الصحف أو تلفزيون الكويت وقناتي الوطن والعفاسي.
ذكر القارئ فهد الكندري ان شهادتي مجروحة في المسجد الكبير والتنظيم المميز والرائع، نظرا لأنني إمام في المسجد منذ العام1999.
وأشاد الكندري بجميع الجهات العاملة في المسجد الكبير، والجهود الكبيرة التي تبذلها لتوفير الأمن والطمأنينة للمصلين من أجل أداء صلاتهم بكل خشوع، من دون أن يحدث ما يعكر صفو صلاتهم، موضحا ان من أهم هذه الجهات وذوي الأيدي البيضاء الذين يجب ذكرهم، عائلة مبارك الحساوي التي وفرت الخيم المنتشرة حول المسجد الكبير، وعائلة عبدالرزاق الصانع التي قامت بتوفير الوجبات الغذائية للمصلين، فضلا عن جميع جهات الدولة الرسمية التي تقوم بجهود مضنية.
وأردف قائلا: إن شهرة المسجد الكبير وصلت إلى جميع الدول العربية والإسلامية، حيث تصلني رسائل متعددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الأردن ومصر وغيرهما من الدول، جميعها تتابع صلاة القيام عبر المسجد الكبير من خلال قناتي الوطن والعفاسي الفضائيتين فضلا عن تلفزيون الكويت، حيث تنقل هذه القنوات الصلاة مباشرة في كل ليلة من ليالي العشر الأواخر.
وأثنى الكندري على جميع المصلين الذين يبدون تعاونا وتجاوبا كبيرا مع جميع المقرئين، مشيرا إلى أن المقرئين من الشباب الكويتي متميزون ونالوا شهرة عالية على مستوى الوطن العربي أمثال مشاري العفاسي وخالد الجهيم وماجد العنزي وقتيبة الزويد، موضحا ان هؤلاء ربما خدمهم الإعلام ونالوا شهرة عالية، ما يعني أنه قد يكون هناك آخرون، أفضل من هؤلاء ولكن لم تسلط الأضواء عليهم.
وأشار إلى أنه قبل عشر سنوات كان عدد المقرئين يعد على الأصابع، وبالتالي يزداد الضغط على المساجد التي يصلون فيها من قبل المصلين، أما في الوقت الحالي فقد ازداد العدد بشكل كبير، وتوزع المصلون على مختلف المساجد المنتشرة في الكويت للصلاة خلف الأصوات المميزة والندية التي تخشع لها القلوب.
قال مدير إدارة المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الكويتي إن الجمعية كانت حريصة على المشاركة في العشر الأواخر من رمضان بالمسجد الكبير من خلال تقديم الخدمات الإنسانية والإسعافات الأولية إلى كبار السن وكل من يحتاج إلى الإسعافات الأولية في حال الطوارئ.
وأوضح ان جميع متطوعي الهلال الأحمر مدربون على الإسعافات الأولية والتعامل مع مختلف الحالات مثل كبار السن والاحتياجات الخاصة وغيرهم، وذلك بالتنسيق مع إدارة المسجد الكبير والجهات المعنية الحكومية والخاصة، لتقديم جميع الخدمات للمصلين وتسهيل وصولهم إلى المسجد لأداء صلاة القيام.
وأشار إلى أنه عقدت اجتماعات مكثفة ومتعددة مع أعضاء اللجنة المنظمة لوضع خطة شاملة وخاصة لليلة 27 وسيتم توزيع متطوعي ومتطوعات الهلال الأحمر على نقاط إضافية داخل وخارج المسجد، مشيرا إلى أن جميع المتطوعين يحملون حقيبة إسعاف أولية، ومن المنتظر أن تكون هناك زيادة في عدد المتطوعين والمتطوعات في ليلة 27. وأردف قائلا: إن المتطوعين خلال الفترة الماضية تعاملوا مع الحالات البسيطة ولم تكن هناك أي إصابات أو حالات صعبة، مشيرا إلى أن الطوارئ الطبية تستقبل أغلب وأكثر الحالات البسيطة أو غيرها. وأضاف: ان ليالي العشر الأواخر في هذا العام تمتاز بالتنظيم الكبير نتيجة لتعاون جميع اللجان والجهات المشاركة. وقدم العنزي شكره لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لمتابعة سموه الدقيقة واتصاله الدائم بالجمعية فضلا عن دعم سموه اللامحدود للجمعية في جميع الظروف والحالات الإنسانية التي تحتاجها مختلف الدول المنكوبة. وضمن مشاركتها في العشر الأواخر أقامت مراقبة الجاليات والتعريف بالإسلام بالمسجد الكبير محاضرة ضمن برنامج لحظات من نور. وهي المحاضرة الخامسة وذلك في تمام الساعة 11 ليلا في الخيمة الملكية بالمسجد الكبير وكان الحضور 200 حاضرة. وبدأت الواعظة إيمان عبد الهادي محاضرتها بآية كريمة (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) وبينت أن التوبة تكون من كل الذنوب صغيرة أو كبيرة ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) وذكرت عبدالهادي عدة قصص منها قصة توبة برزخ العابد، وقصة توبة عبدالرحمن بن ثعلبه، وقصة توبة راذان الكندي، وقصة توبة فتى من الازدكان. وأوضحت ان للتائب الصادق علامات مثل رقة القلب، كثرة البكاء، لزوم موافقة أمر الله، وهجر قرناء السوء. كما ذكرت انه لابد من تجديد التوبة والمبادرة بها في كل حال فالذنوب كثيرة والعبد لا يخلو من الذنوب سواء كانت ظاهرة أو باطنة فرسولنا مع عصمته يستغفر في اليوم 100 مرة.
السفير الباكستاني زار مركز الزبن الرمضاني
عزيز: للكويت دور فاعل في مساعدة الدول الإسلامية واحتضان مختلف الجاليات
أشاد سفير جمهورية باكستان لدى الكويت افتخار عزيز بالاهتمام الواضح من قبل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت بالمساجد وتهيئتها لاقامة صلاة التراويح والقيام، مشيرا الى ان تلك التجهيزات وهذا الاهتمام يفرحان الصدر، مثمنا دور الكويت حكومة وشعبا في الاهتمام بالجالية الباكستانية. وقال افتخار خلال ادائه صلاة القيام في مركز الزبن الرمضاني بضاحية عبدالله المبارك والذي تشرف عليه ادارة مساجد محافظة الفروانية، ان الكويت كان لها دور فاعل في مساعدة الدول الاسلامية واحتضان مختلف الجاليات فيها وتمتعهم بنعمة الامن والامان في ظل احترام متبادل بينهم وبين الكويتيين. واشاد بالتجهيزات التي اطلع عليها في مركز الزبن الرمضاني، مبينا ان للقائمين على رعاية بيوت الله تعالى اجرا لا يضاهيه اجر. من جانبه أعلن رئيس اللجنة الاعلامية لمركز الزبن سامي العنزي عن احياء الليلة الخامسة والعشرين من ليالي شهر رمضان المبارك، حيث أم المصلين فيها الشيخ حسان النحلاوي والشيخ صهيب من جمهورية باكستان، كما تضمنت فعاليات الليلة الخامسة والعشرين اقامة محاضرة متميزة للدكتور محمد الطبطبائي تناولت فضل العشر الاواخر. واشار الى توافد أعداد كبيرة من جمهور المصلين على المركز بالاضافة الى كثافة الاعداد من الاخوات المصليات، حيث اتسمت هذه الليلة بروحانيات خاصة تفاعلت معها القلوب قبل العيون وأبكتها مع الاصوات الشجية ضمن مشروع الاصوات الندية الذي تتم فيه استضافة القراء من الكويت وخارجها. وبين العنزي أن اللجان العاملة لا تألو جهدا في بذل المزيد لخدمة رواد المراكز الرمضانية التابعة للمحافظة وتوفير جميع الاحتياجات اللازمة، حيث ان فريق المركز الرمضاني حريص على تلافي السلبيات والاستماع الى الاقتراحات من خلال الاستبيانات اليومية التي يقوم بتعبئتها المصلون في الليالي العشر الاواخر وابداء ملاحظاتهم لتلافيها في حينه والحرص على راحتهم طوال فترة تواجدهم في المركز.
المركز الإعلامي يبذل جهوداً كبيرة في خدمة زملاء مهنة المتاعب
يقوم رئيس وأعضاء المركز الإعلامي بمسجد الدولة الكبير ببذل جهود كبيرة للوقوف على خدمة زملاء مهنة المتاعب حيث يقدمون كل تعاون مشكور لإظهار المسجد الكبير بالمظهر الذي يليق به كمركز إشعاع حضاري في المنطقة والعالم. ويوفر الاخوة في المركز الإعلامي بقيادة الزميل علي شداد وفلاح العجمي ومحمد الدرباس واحمد فرغلي وغيرهم العديد من الزملاء كل الخدمات التي يحتاج اليها زملاء مهنة المتاعب في الصحف والتلفزيونات والإذاعة من النقل المباشر الى إعداد التقارير وتجهيز الصور متسلحين بأحدث أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير والتقنيات المختلفة التي تستحق الإشادة بجهودهم الطيبة.
لحظات من نور
ضمن مشاركتها في انشطة العشر الاواخر، اقامت مراقبة الجاليات والتعريف بالاسلام بالمسجد الكبير محاضرة ضمن برنامج «لحظات من نور»، وهي المحاضرة الخامسة وذلك في تمام الساعة 11 مساء في الخيمة الملكية بالمسجد الكبير، وكان الحضور 200 حاضرة، وبدأت الواعظة ايمان عبدالهادي محاضرتها بالآية الكريمة (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى).
