الجمعة, 2024-04-19, 2:06 AM
لقد دخلت بصفتك ضيف | مجموعة "الضيوف"أهلاً بك ضيف | RSS

مرحــــــــــب أهـــــــــــــل بـــــــــــلادى

    :

مدير الموقع

ا/جيهان فاروق موسى
 
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول

الرئيسية » 2013 » يونيو » 19 » مصر تبحث عن الإستراتيجية الإسرائيلية في أفريقيا
11:19 PM
مصر تبحث عن الإستراتيجية الإسرائيلية في أفريقيا
Share |


مصر تبحث عن الإستراتيجية الإسرائيلية في أفريقيا


بدأت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية قبل قيام إسرائيل في أواخر القرن التاسع عشر، حين فكر مؤسسو الحركة الصهيونية في إيجاد بدائل للوطن القومي لليهود، حيث اختيرت أوغندا كموقع لدولة اليهود القادمة قبل أن يتم الإجماع على فلسطين كوطن قومي لليهود، وظلت أفريقيا تستحوذ على اهتمام الحركة الصهيونية العالمية.واتجهت إسرائيل نحو أفريقيا وتنامت علاقاتها معها لتصل إلى ما هو عليه اليوم من تطور يهدد الأمن القومي العربي،


وقد زاد ذلك الاهتمام الإسرائيلي بالقارة في الآونة الأخيرة، ولاسيما مع توقيع إسرائيل لاتفاقية التعاون في مجال الأمن الغذائي وإدارة المياه في أفريقيا، مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو".كما جاءت زيارة رئيس دولة جنوب السودان "سلفاكير" إلى إسرائيل في العامين الماضين لتدق ناقوس الخطر، وتكشف المستور عن علاقات الود والتعاون الخفي بين الدولة الوليدة جنوب السودان والكيان الصهيوني، وهو ما فضحته كلمات "سلفاكير" لقادة إسرائيل عندما خاطبهم أثناء زيارته لتل أبيب قائلاً: «كنتم تقاتلون عنا، ولولا إسرائيل ما قامت دولة الجنوب»، ويتزايد الخطر اليوم عقب توجه إثيوبيا نحو بناء سد النهضة الإثيوبي وإشارة البعض إلى أن هذا السد بدعم ومساعدة إسرائيلية أيضاً.

وفي هذا السياق، سنبحث في الدوافع الحقيقة وراء اهتمام إسرائيل بالقارة الأفريقية، وكيفية مواجهة التوغل الإسرائيلي بها من قبل مصر والدول العربية.إن المتابع للسياسة الإسرائيلية تجاه القارة الأفريقية يتضح له أن إسرائيل أرست لنفسها إستراتيجية مستقبلية للتعامل مع الدول الأفريقية تقوم على إقرار التفاعل بين إسرائيل والدول الأفريقية عبر مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.ويرجع المحللون هذا الاهتمام الإسرائيلي بالقارة السمراء إلى عدة أسباب ودوافع، يأتي على رأسها الموقع الإستراتيجي للقارة الأفريقية المطل على البحرين الأحمر والأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وبها أهم ثلاثة مضايق مؤثرة على حركة التجارة الدولية، كما تشكل أفريقيا حالياً ممراً مهماً للتجارة البحرية الإسرائيلية، حيث يمر 20% من هذه التجارة أمام سواحل القرن الأفريقي وبمضيق باب المندب.
محاصرة العرب

ويستند الاهتمام الأفريقي إلى رغبتها في محاصرة المصالح العربية المشتركة وجنوب الصحراء وشمالها للوصول لمنابع النيل والتأثير على مصر والسودان، إضافة لمحاصرة تأثيرات الدور الإيراني المتنامي فى القارة وإظهار إسرائيل فى صورة البديل الكفء لدور عربي وإيراني متصاعد ومتنامي.

ولاسيما؛ لأن البُعد الأمني المتمثل في تأمين وجود إسرائيل وإمكانية تمددها تحت ضغط الهجرة المتزايدة، وتحقيق الشرعية السياسية من خلال كسر حلقة الحصار المفروض حولها بتأمين وجودها باعتراف أكبر عدد من الدول بها ولضمان دعم مادي وسياسي لها ولتوجهاتها فى المنطقة العربية وبالتالي كسر حاجز عزلتها العربية سياسياً واقتصادياً بما يضمن وجودها وبقاءها وأمنها، حيث وصل عدد الدول الأفريقية التى أعادت علاقاتها أو أسست علاقات دبلوماسية جديدة مع إسرائيل 49 دولة، آخرها دولة جنوب السودان من مجموع الدول الأفريقية البالغ 54 دولة، بما يضمن لإسرائيل في ذات الوقت دعماً سياسياً لسياساتها في المحافل والمنظمات الدولية.

علاوة على الرغبة في السيطرة على ثروات وموارد القارة الأفريقية من خامات معدنية ومعادن نفيسة عن طريق فتح أسواق دول القارة للتقنيات الإسرائيلية فى مجالات ومشروعات الزراعة والرى والمرافق والبنية الأساسية والصناعة الاستخراجية وتقديم الخبرات لتسويق منتجات تلك الدول في الخارج، وتوفير مستلزمات إسرائيل من السلع الوسيطة ومدخلات الإنتاج من المعادن ومن أهمها الماس، حيث نجحت في تشغيله إضافة إلى اليورانيوم الذي تحتاج إليه لتشغيل مفاعلاتها النووية أو كعنصر احتياط لتوفير الطاقة مستقبلاً، وفي ذات الوقت تنمية تجارة الخدمات متمثلة في إقامة مشروعات خدمية مشتركة وبنوك ومصارف ووحدات طبية ومدارس، إضافة لتشجيع السياحة لإسرائيل.

وفي هذا الصدد، تسعى إسرائيل إلى الحصول على عقود استخراج النفط والغاز، وخاصة بعدما أوضحت المؤشرات وجود مخزون أفريقي ضخم يُقدر بمجمل احتياطي نفطي بنحو 80 مليار برميل ورغبة إسرائيل فى تأمين احتياجاتها المستقبلية بخلاف تشغيل معامل التكرير وصناعة البتروكيماويات والتي تمثل جزءً مهماً في الصناعة الإسرائيلية.

كراسي السلطة

ومن ضمن الأسباب التي تجعل إسرائيل حريصة على التواجد في القارة السمراء هو تخوفها من وصول بعض التيارات الإسلامية المتشددة لكراسي السلطة فى دولها الأفريقية، فهي ترى أن ذلك بالتأكيد فى غير صالحها باعتبار نظر هذه التيارات إلى إسرائيل كونها دولة غاصبة عنصرية يتعين مقاطعتها، وفي هذا الصدد توحي حكومات تلك الدول بالتخوف من تصاعد تلك الحركات والتيارات وإمكانية تقديم الدعم بالسلاح والخبراء للمساعدة في القضاء عليها، وذلك بهدف إيجاد غطاء قانوني لأجهزة المخابرات الإسرائيلية "الموساد" وغيرها للتواجد في أفريقيا لمتابعة كافة المتغيرات التي تحدث على الطبيعة وإمكانية تدخل فوري تحسباً لأي ظرف.

وتأكيداً لهذا، فقد نجحت إسرائيل في استقطاب بعض زعماء الحركات الانفصالية كما حدث مع إحدى فصائل دارفور التي افتتحت إسرائيل مكتباً لها في تل أبيب، كما لا يمكن تصور استبعاد الأيادي الإسرائيلية فيما يحدث بدلتا نهر النيجر بنيجيريا أو تغذية الخلافات بين أثيوبيا وإريتريا بعد ابتعاد الثانية بعض الشيء عن إسرائيل، والصراعات التي شاهدتها سيراليون وليبيريا وأنجولا ورواندا وزائير.

جاليات يهودية

علاوة على ما سبق، لا يزال يتصاعد الطموح الإسرائيلي في الحصول على نصيب من مياه النيل، وهي في ذلك تملك الكثير من أساليب خداع دول حوض النيل والتي تتمثل كما ذكرنا فيما تقدمه من خدمات لهذه الدول، إضافة لتحريض دول الحوض على إعادة النظر فى اتفاقيات مياه النيل خاصة مع مصر، ولعل ما يلفت النظر في هذا الملف تركيز الزيارات ومجالات التعاون والاستثمارات الإسرائيلية مع دولة أثيوبيا والتي يأتي لمصر منها 86% من حصة مياه النيل، إضافة لدول أوغندا وكينيا وأخيراً جنوب السودان.

ويعتبر وجود جاليات يهودية كبيرة فى عدد من الدول الأفريقية أهمها جنوب أفريقيا وأثيوبيا وزيمبابوى وكينيا والكونغو الديمقراطية، إضافة للبعد الأهم فى تلك المنظومة والمتمثل فى تربية كوادر من أبناء تلك الجاليات لقيادة النشاط الإسرائيلي بدول القارة الأفريقية، من ضمن الأسباب الدافعة الى الاهتمام الإسرائيلي بالقارة السمراء.

ومما سبق نجد أن معظم الدوافع التي تبني عليها الأهداف الإسرائيلية تهدف إلى تطويق الأمن المائي العربي وتهديد أمن مياه النيل والسيطرة على اقتصاديات الدول العربية وخلق تيارات مناهضة للعرب ومؤيدة لإسرائيل داخل أفريقيا وإيجاد أسواق كبيرة للصادرات الإسرائيلية.

أساليب متنوعة

ومن أهم السُّبل التي اتبعتها إسرائيل - لدعم تواجدها بدول القارة الأفريقية- الاعتماد على الدبلوماسية بينها وأفريقيا على المساعدات العسكرية في مجال تدريب قوات الشرطة والحرس الرئاسي لعدد من الدول الأفريقية مثل زائير والكاميرون، إضافة لأنشطتها ومساعداتها الملحوظة والمكثفة في إثيوبيا ودول القرن الأفريقي.

فتتجه إسرائيل إلى تقديم خبراتها في التدريب العسكري للجيوش الأفريقية الوليدة التى كانت تفتقر للخبرة فضلاً عن توفير السلاح وتقديم منح تدريبية في المؤسسات العسكرية الإسرائيلية أو إقامة وحدات عسكرية خاصة، ويُذكر في هذا الصدد جيوش كل من أثيوبيا وغانا وكينيا وسيراليون وتنزانيا وأوغندا وزائير.

علاوة على ذلك، حرصت إسرائيل على إنشاء تعاون اقتصادي من خلال وجود أنشطة تجارية مشروعة وغير مشروعة مثل "الماس" الذي يتم تهريبه من دول مثل الكونغو وسيراليون وأنجولا عبر دول الجوار ليصل إلى هولندا ثم إلى مراكز تصنيع الألماس في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة والهند وإسرائيل، إضافة لتجارة أخرى موازية في السلاح، حيث يتم عقد صفقات لشراء الأسلحة وهو ما يُسهم في استمرار واقع الصراعات والحروب الأهلية في الدول الأفريقية الغنية بالألماس.

كما حرصت إسرائيل على توقيع اتفاقيات تعاون مع الدول الأفريقية مثل توقيع اتفاقيات أوسلو ومعاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية والتي بموجبها تم إزالة كافة العقبات التي كانت تعترض العلاقات الإسرائيلية الأفريقية.

استياء أفريقي

وعلى المستوى الاقتصادي، اتجهت إسرائيل الى إنشاء العديد من الشركات الصناعية والتجارية بهدف الدخول في مشروعات الشحن والبناء وتنمية الموارد المائية بمشاركة مساهمين أفارقة مستغلة ثلاثة أمور أولهما، حالة الإحباط التى اجتاحت الدول الأفريقية؛ نظراً لعدم فعالية حركة التعاون العربي الأفريقي، إضافة لحالة الاستياء الأفريقي من الصراعات العربية خصوصاً بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد ومحاولة نقلها إلى منظمة الوحدة الأفريقية.

وثانيهما: حالة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا ابتداءً من نهاية السبعينيات والذي دفع بالدول الأفريقية لتبني إعلان مونروفيا عام 1979 بشأن الاعتماد الأفريقي على الذات والمطالبة بإقامة نظام عالمي جديد، حيث تم تبنى هذا الإعلان من قبل منظمة الوحدة الأفريقية وأطلق عليه "إستراتيجية مونروفيا" وتبعه إقرار خطة عمل لاجوس للتنمية الاقتصادية في أفريقيا 1980 – 2000.

وعلى المستوى السياسي، حاولت إسرائيل أن تظهر بدور الداعم للمجتمعات المدنية والديمقراطية في أفريقيا باعتبار ذلك مدخلاً للنفاذ والتغلغل داخل نسيج المجتمع الأفريقي، إضافة لتحركاتها لمكافحة الأمراض المستوطنة ومن بينها الإيدز عبر إقامة مراكز طبية في الأماكن الصحراوية لهذا الغرض في بتسوانا وغيرها من الدول الأفريقية، كما تستغل إسرائيل وقوع أفريقيا تحت وطأة الفقر والتخلف فترفع شعار الدولة الصديقة ذات السمات الخاصة التي مكنتها من التحرر من الاضطهاد وتحقيق التنمية بما يؤهلها كنموذج يُقتدى به للدول الأفريقية التي تشارك إسرائيل في كونها دولاً نامية تعاني القهر والاضطهاد أيضاً.

ثالثهما: انتهاز فرصة انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة العظمى الوحيدة المسيطرة في العالم مما جعل التقرب منها في مقاييس الدول الأفريقية يتأتى عبر البوابة الإسرائيلية.

مواجهة ومجابهة

وفي محاولة للبحث عن كيفية مجابهة موقف إسرائيل حيال منظومة وإستراتيجية تحركها داخل القارة الأفريقية، يدعو معظم المراقبين إلى الأهمية القصوى للتحرك السياسي العربي بدءً من تفعيل دور البعثات الدبلوماسية العربية بكافة درجاتها الوظيفية وتخصصاتها في الدول الأفريقية من خلال اختيار أفضل العناصر المؤهلة وذوي الإمكانيات العالية، مروراً بالحرص على التحرك الفعلي والفعال لدعم وتنمية العلاقات العربية والأفريقية والاندماج داخل منظمات المجتمع المدني وتوسيع دوائر الحوار معها من خلال المنتديات والمناسبات القومية؛ بغية تحرك عربي إيجابي لكسب ثقة وود الأفارقة، فلم يعد كافياً أن تظل الدبلوماسية العربية حبيسة القصور والمنتجعات السكنية.

وعلى المستوى الاقتصادي، ينبغي دراسة كيفية زيادة مخصصات إقراض حكومات الدول الأفريقية لمشروعات تنموية ونهضوية ذات دراسات جدوى اقتصادية لشعوب تلك الدول بنسبة منخفضة وبفترات سماح للسداد على آجال طويلة مع دراسة المشاركة لإقامة استثمارات مشتركة فى مجالات الزراعة والتصنيع.

وعلى الجانب التعليمي، من الأهمية بمكان زيادة المنح والمخصصات التعليمية للدارسين الأفارقة بالجامعات والمعاهد العربية؛ بغية خلق ترابط عضوي وثقافي بين المجتمعات العربية والأفريقية، إضافة إلى تأهيل كوادر جديدة من المسئولين وصُناع القرار الأفارقة تدين بالولاء والانتماء للمجتمعات العربية.

أما على المستوى غير الرسمي، ينبغي تفعيل الدعم والمساندة الاقتصادية الشعبية مراعاة لاعتبار المصالح العربية الأفريقية المشتركة، من خلال زيادة حجم المعونات والهبات والمنح للمجتمعات الأفريقية مباشرة كمساهمة عربية لتنفيذ مشروعات للبنية التحتية كشق الطرق والصحة والتعليم والإسكان والمواصلات والاتصالات.

وأخيراً، يجب الاستفادة من تجارب بعض الدول الصديقة مثل تركيا والصين والهند وفرنسا، حيث تُعد النماذج المذكورة من أنجح نماذج التعاون مع أفريقيا اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً، والتي حققت جميعها في فترة وجيزة نتائج إيجابية للغاية.



مشاهده: 421 | أضاف: GihanFarouk | الترتيب: 5.0/1
مجموع المقالات: 0
dth="100%" cellspacing="1" cellpadding="2" class="commTable">
الاسم *:
Email:
كود *:
بحث
التقويم
«  يونيو 2013  »
إثثأرخجسأح
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
أرشيف السجلات

جميع الحقوق محفوظه لموقع مرحب أهل بلادى