قنديل: مهمة حكومتي صعبة لكنها ليست مستحيلة

أكد رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل أن المهمة الملقاة على عاتق حكومته في المرحلة المقبلة، بعد أكثر من عام ونصف من الاضطرابات التي تشهدها البلاد؛ صعبة للغاية ولكنها ليست مستحيلة.

وقال قنديل في مقابلة أجراها معه تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أذاعها مساء اليوم الثلاثاء، أنه "مع صعوبة مهمة الحكومة، إلا أنني أعتقد أنها ليست مستحيلة، وهذا ما جعلني أقبل تولي هذه المهمة في مثل هذا التوقيت الحرج".

وأوضح قنديل أن المرحلة الانتقالية التي مرت بها مصر شهدت الكثير من المصاعب، إلا أن الوضع تغير بشكل كبير بتولي الرئيس محمد مرسي قيادة البلاد كأول رئيس مدني منتخب لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

وقال رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل- في لقائه مع برنامج "هارد توك" على تليفزيون (بي بي سي) - إن هناك خلطا يحدث فيما يصفه البعض بعدم وفاء الرئيس محمد مرسي بتعهداته التي أعلنها في برنامجه الانتخابي، مشيرا إلي أن الأمر يتعلق بكيفية تعريف الأمر.

وأضاف قنديل: أن ما تم إفساده على مدار عقود طويلة وما تراكم من مشكلات طوال الفترات الماضية، لا يمكن إصلاحه كليا في مائة يوم فقط، إلا أن الرئيس مرسي وعد بتغييرات حاسمة لوضع البلاد على طريق الإصلاح.

ودلل قنديل على ذلك بما يحدث في مجال الأمن، والذي كان يمثل أحد الوعود الخمسة في البرنامجه الرئاسي لمرسي، وقال: إن منظومة الأمن في مصر شهدت طفرة كبيرة منذ تولي الرئيس مرسي رئاسة البلاد، لافتا إلي أن الانتقادات التي يوجهها المواطنون لجهاز الشرطة في الوقت الراهن ما هي إلا ضريبة تحقيق الديمقراطية التي تسمح للرأي والرأي الآخر.

ورفض رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل تجدد التظاهرات في ميدان التحرير ضد الرئيس محمد مرسي والحكومة، مشيرا إلى أن أي رئيس منتخب حديثا يجب أن يحصل على المهلة الكافية لتنفيذ وعوده الانتخابية، إلا أن المشاركين في هذه التظاهرات يرغبون في تحقيق مطالبهم بشكل فوري.

وأكد قنديل تفهمه لمواقف أصحاب هذه المطالب، وأنهم يعيشون في أوضاع صعبة للغاية، فأغلبهم يتطلع إلى الحصول على وظائف، وبعضهم يتطلع إلى الحرية والعدالة الاجتماعية، وهي من المبادئ التي خرجت الثورة من أجلها (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، إلا أن عمر الحكومة لا يزال قصيرا ولم تتح الفرصة الكافية لتحقيق جميع المطالب.

وأشار قنديل إلى أن الحكومة لا تملك عصا سحرية لتحقيق جميع الإصلاحات المطلوبة بشكل فوري، إلا أن لديها خططا وبرامج محددة من المنتظر أن تتمخض عنها نتائج إيجابية على أرض الواقع، وأن الحكومة لديها العديد من الوسائل التي تعينها على ذلك.

وأوضح رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل أنه تباحث خلال زيارته للجزائر مؤخرا بشأن تطورات الأوضاع في كل من ليبيا ومالي، مشيرا إلى أنهما دقا ناقوس الخطر بشأن ما يحدث هناك من أعمال عنف.

وأكد قنديل أن أجهزة الأمن المصرية في حالة من الحذر والترقب الشديدين للحيلولة دون تكرار هذا العنف في مصر، مشيرا إلى أن قوات الأمن تواصل تعقب العناصر المثيرة للعنف ومداهمة بعض المباني الخاصة بهم، بحيث لا يترك أي شيىء للصدفة.

وأشاد قنديل بالجهود الأمنية المبذولة في تعقب هذه العناصر، مؤكدا أن أجهزة الأمن تتحرك في الوقت المناسب بشكل جيد وبمهنية عالية دون أدنى خسائر، وذلك بالتنسيق مع جهاز المخابرات.

وشدد رئيس الوزراء على أن أجهزة الأمن تسيطر بالشكل الكافي على الوضع الأمني في البلاد، وتقوم بالتنسيق بشكل مستمر مع دول الجوار، وهي على أهبة الاستعداد لدرء أي تهديد يحيط بالبلاد.