أول سؤال سوف يتبادر لذهن القارئ فور مشاهدة هذا الفيديو، هو: هل يدار المجلس العسكري بنفس الطريقة؟ فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب، مقطع فيديو، يظهر فيه المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أثناء إجرائه حديثا مع إحدى القنوات التلفزيونية، وبجواره الفريق سامي عنان رئيس الأركان، يقوم بـ"تلقين" المشير الإجابات على أسئلة المذيع، ويسعفه بالتفاصيل والمبررات التي بدا أنها غائبة عن طنطاوي.فقد تحدث المشير عن الانتخابات البرلمانية والسبب وراء اختيار الموعد التي حدد لها، وظهر المشير مرتبكا وغير ملم بتفاصيل من المفترض أنه يعرفها بشكل بديهي كونه يرأس المجلس الذي يدير شئون البلاد في الوقت الحالي، ولولا وجود الفريق سامي عنان، الذي كان يحاول طوال الوقت إمداده بالكلمات التي يجب عليه قولها، لما تمكن المشير من الإجابة على أي سؤال بشكل كامل!هذا الموقف، يدفع للتسؤال والشك في الطريقة التي يدار بها المجلس العسكري - وهذا حق كل مواطن - لأن الإعلام دائما يتحدث عن المشير طنطاوي كممثل للمجلس العسكري الحاكم، وينسب له كل قرارات المجلس سواء سلبا أو إيجابا، كما أن الشكوك التي تثار حاليا حول نيبة المجلس البقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين، ترشح رئيس المجلس - المشير طنطاوي - كرئيس محتمل قد يدفع به المجلس في حالة إذا ما قرر البقاء.كل هذا يستدعي أن يكاشف المجلس العسكري الشعب المصري الذي ائتمنه على الحكم، وأن يفصح عن حقيقة الأدوار داخل المجلس وكيفية إدارة شئون الحكم، ومدى استقلالية المشير طنطاوي - رأس المجلس - في اتخاذ القرارات من عدمه، ودور الفريق "سامي عنان" تحديدا، وعلاقة ذلك بالارتباك والتأخر في اتخاذ القرارات داخل المجلس، والتراجع عن أغلب المواعيد التي يتم طرحها! وللعلم، هذا من أبسط أسس الدول الديمقراطية، لأن الشعب المصري قام بثورة 25 يناير بحثا عن هذه الديمقراطية ولكي يعلم من يحكمه بالضبط ليتمكن من محاسبته
